مساهمة التدقيق الداخلي في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات

Abstract

يمثل التدقيق الداخلي وسيلة جد مهمة للتقييم الفعال لمدى القدرة التنظيمية للتوصل إلى الأهداف و التحكم في المخاطر الناتجة عن مختلف الأنشطة في المؤسسة وذلك لتوفير الثقة للأطراف ذات المصلحة ،ولقد أدت التطورات المختلفة في البيئية المحيطة بالمؤسسة إلي توسيع دور وظيفة التدقيق الداخلي ووسائل عمل المدقق و دوره في إطار يعرف بتحقيق التنمية المستدامة و المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات حيث نجد أن هذه التطورات الحديثة التي حصلت على وظيفة التدقيق من الآليات المهمة في تفعيل حوكمة المؤسسات ، لذلك تهدف هذه الدراسة إلى محاولة التوصل إلى إطار متكامل يربط بين المسؤولية الاجتماعية والتدقيق الاجتماعي الداخلي في إطار حوكمة المؤسسات، وقد انطلقت الدراسة من الإشكالية الموالية : ماهو الدورالذي يمكن ان يؤديه التدقيق الداخلي في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات لتحسين حوكمة المؤسسة؟ ومن اجل الإجابة عن هذه الإشكالية تم تقسيم الدراسة إلى ثلاثة فصول، أين تم الانطلاق من مدخل عام للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات أين يعتبر مفهوم المسؤولية الاجتماعية مفهوما متغيرا دائم التطور وهو يرتبط بالتنمية المستدامة حيث يوجب على المؤسسات بجانب البحث عن الثورة والربح الاهتمام بالبيئة والمشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية،بالإضافة إلى هذا تم تحليل طبيعة العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية وحوكمة المؤسسات أين يوجد اختلاف حول ذلك ويمكن القول أن هاتين الأخيرتين تشتركان في أنهما ينبعان من نفس المصادر والتي هي المساءلة ،الشفافية والمصداقية ،إضافة إلى أن حوكمة المؤسسات الجيدة تستلزم المسؤولية اتجاه أصحاب المصالح واحترام حقوقهم والحرص على أن المؤسسة تستجيب لمطالبهم الأمر الذي يساعد على خلق قيمة مضافة للمؤسسة . كما تم التطرق لمبادرات المنظمات الدولية في مجال المسؤولية الاجتماعية وعرض كل من تجربة الاتحاد الأوروبي والتجربة الصينية ،حيث ساهمت مجهودات المنظمات الدولية في دعم وتطور المسؤولية الاجتماعية مما أدى إلى فعالية الاستفادة منها في الجانبين الكلي والجزئي ،وأهم هذه المجهودات مبادرات منظمة الأمم المتحدة بالإضافة مبادرة منظمة الايزو التي أصدرت مواصفة خاصة بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات هي الايزوISO26000 ، واهم ما تم استخلاصه من كل من تجربة الصين والاتحاد الأوروبي هو أن إرساء المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في أي بلد يقوم على الالتزام، أين يجب أن يعكس هذا الالتزام على أرض الواقع من خلال أفعال وبرامج تنموية، وليس مجرد التزام شفوي. وفيما يخص الجانب الثاني من القسم النظري تمت التعرض إلى تطور التدقيق الداخلي ضمن مجال المسؤولية الاجتماعية أين يمثل التدقيق الداخلي وسيلة لتوفير الثقة وأحد المناهج الفعالة للتقييم وذلك بدعمه للتسيير والتشخيص المبكر للاختلالات وتقديم التوصيات اللازمة لعلاجها في الوقت المناسب، ويساهم المدقق الداخلي في تحقيق الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية من خلال تقديمه لخدماته التأكيدية بحيث تعتبر خدمة تدقيق الداخلي للمسؤولية الاجتماعية خدمة تأكيدية حديثة توفر التأكيد على الأداء الاجتماعي وتهدف إلى التحقق من تقارير المسؤولية الاجتماعية ، أو بمعنى آخر تأكيدات الإدارة للبرهنة على أن المؤسسة تلتزم في أدائها بالمسؤولية الاجتماعية إلا أن هذه الخدمة في مرحلتها الأولية