Résumé:
إن التحول الذي عرفته السياسة الاقتصادية في الجزائر بداية من العشرية الأخيرة من القرن العشرين، أفرز تغيرات هامة خاصة في هياكل الاقتصاد الوطني، فبعد التجارب غير الناجحة في مجال تنظيم وتسيير المؤسسات خلال مرحلة التخطيط المركزي، أعطت الدولة مجالا أوسع ودعما لنمو وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويظهر ذلك من خلال إنشاء هياكل تهتم ببرامج أعدت خصيصا لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات اقتصادية متعددة كالمؤسسة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب والتي تعمل في إطار تعاوني مع البنوك العمومية لتمويل المشاريع، و لكن رغم المجهودات التي بدلتها الدولة في تطوير هذا القطاع، فقد عانت هذه المؤسسات من عدة مشاكل وعراقيل أدت إلى عجزها على تسديد القروض الممنوحة لها، ما كان له الأثر الكبير على مداخيل البنوك العمومية المساهمة في هذا التمويل.
ولقد حاولنا من خلال هذه المذكرة، دراسة تبيان أثر قروض الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب على مداخيل البنوك العمومية، وذلك باستخدام الأسلوب القياسي، اعتمادا على طريقة المربعات الصغرى العادية (MCO) باستخدام البرنامج الاحصائي 8EViews، أين تم ربط المتغير المفسَّر "رصيد الموازنة" بالمتغير المفسِّر "قروض الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب الغير مسددة"، وتمت الدراسة خلال الفترة (2009-2017)، حيث استخدمت بيانات ثلاثية، وتوصلت الدراسة إلى أن ارتفاع حجم القروض غير المسددة بنسبة 1% يؤدي الى انخفاض رصيد موازنة البنك بنسبة 0.93%.