Résumé:
إن التسيير بالقياس أو ما يسمى " "Benchmarkingيعتبر أحد أساليب التسيير الأكثر فعالية و تأهيلا لتحقيق الكفاءة
بناءا على الدراسات السابقة فإن التسيير بالقياس يمكن أن يستخدم لتطوير أي عملية تقنية أو منهج إداري مع كسب الوقت مقارنة مع التطوير باستخدام طرق أخرى, بصفة عامة يمكن القول أن التسيير بالقياس يعتبر السبيل الأنجع و الأسرع للوصول إلى الكفاءة مقارنة مع التطور الطبيعي للخبرة, وبناءا عليه فإنه يمكن القول أنه من الوسائل الحديثة التي يمكن أن تستعمل لتحقيق الكفاءة الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية لبلد ما.
موضوع التسيير بالقياس هو ميدان بحث تم التطرق إله في بداية الثمانينات و تم تطوير أساليبه إلى المنهج المتعارف عليه اليوم, غير أن الإضافة الأساسية التي قدمتها للموضوع هو الدمج بين مجال المنافسة و مجال التسيير بالقياس, حيث أنني تطرقت إلى كيفية الاستفادة من هذا المجال بغرض تطوير الإستراتيجية التنافسية للمؤسسة و خاصة الميزة التنافسية الطويلة الأجل. ظهر هذا المجال كميدان بحث مستقل في بداية التسعينات و تم تطويره على يد مجموعة من المنظرين و الخبراء أبرزهم "روبرت كامب" الذي أسس القواعد الأساسية لهذا المنهج و عمل بعده كثير من المستحدثين على تطوير التسيير بالقياس و التعمق في أساليبه و تطبيقاته.
إن الوصف الأقرب للفهم هذا المجال هو عملية زرع الأعضاء المستخدمة في مجال الطب, حيث أن الطبيب يقوم بتشخيص العضو المصاب بعلة ما لدى المريض ثم يقوم بتعرف على المحددات البيولوجية اللازمة في عملية الزرع (فئة الدم, خصائص المناعة, نوع المضادات الحيوية) بعد ذلك تبدأ عملية البحث عن متبرع سليم و التأكد من أنه يحمل نفس المحددات البيولوجية للمريض, يقوم الطبيب بناءا على ذلك بزرع العضو و مراقبة المريض خوفا من حدوث ظاهرة الرفض ,حيث انه في بعض الحالات فإن جسم المريض يرفض العضو الجديد. في المجال الاقتصادي. يعتمد التسيير بالقياس على تكليف فريق عمل بتحديد العملية أو المنهج الأقل كفاءة و الذي يؤثر على الأداء العام للمؤسسة ثم تحديد المؤسسة الرائدة في تلك العملية أو المنهج و بعد ذلك يتم التأكد من تطابق خصائص النقل ثم يتم نقل تلك العملية من المؤسسة الرائدة إلى المؤسسة الأساسية بناء على دراسة شاملة, يتم في الأخير مراقبة أداء العملية و دراسة التغيرات في الكفاءة العامة للمؤسسة.
من خلال هذا البحث العلمي سوف نشرح التسيير بالقياس عن طريق عرض و مقارنة وجهات نظر لأشهر المنظرين في المجال. بعد ذلك أنتقل إلى مجال الإستراتجية التنافسية بالعرض و التحليل مع التركيز على أراء و أفكار مايكل بورتر في المنافسة و الميزة التنافسية و فيليب كوتلر في الإستراتيجيات التنافسية بناءا على تقلبات السوق, و أخيرا أتطرق إلى تطبيقات التسيير بالقياس في مجال المنافسة مع عرض دراسة أولية في الموضوع "التحليل التنافسي للنظام التعليم العالي الجزائري).