Résumé:
إن ما يميز بيئة الأعمال الحالية لأغلب المؤسسات هو التغير الدائم والمستمر، ولعل ذلك يعود لعدة عوامل تتمثل في ثورة الاتصالات، والتطورات التكنولوجية الهائلة في جميع المجالات الاقتصادية والصناعية، مما يجعل التغيير ضرورة ملحة، هذا التغيير الذي يعتمد بدرجة كبيرة على التزام المورد البشري، وتعتبر إعادة هندسة العمليات من أهم المداخل الحديثة التي يمكن للمؤسسة أن تنتهجها لإحداث تغييرات أساسية وجذرية جديدة على عمليات وأساليب وإجراءات العمل لديها من اجل تطويرها.
لذلك قامت هذه الدراسة بهدف الكشف عن جوانب العلاقة بين إعادة هندسة العمليات والالتزام التنظيمي للأفراد وذلك من خلال دراسة تطبيقية بمديرية توزيع الكهرباء والغاز بولاية الجلفة، وتم إعداد استبيان لتحقيق هذا الغرض، واستخدام الأساليب الإحصائية الملائمة.
وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة تأثير ذات دلالة إحصائية بين إعادة هندسة العمليات وبين الالتزام التنظيمي للأفراد ، كما أظهرت هذه النتائج أن المتغيرات المستقلة جميعا: (إعادة تصميم العمليات، العمل بروح الفريق، استخدام تكنولوجيا المعلومات) لها تأثير إيجابي ولكن بدرجات متفاوتة على الالتزام التنظيمي، وأكثر هذه المتغيرات تأثيرا هو المتغير المستقل العمل بروح الفريق في حين كان أقلها تأثيرا هو إعادة تصميم العمليات، وضمن هذا الأخير ظهر الجانب التنظيمي من تصميم العملية أكثرا تأثيرا على الالتزام التنظيمي مقارنة بالجانب الفني والاجتماعي.
لهذا قدمت الدراسة مجموعة من الاقتراحات والتوصيات والتي من شأنها تمكين هذه المؤسسة من التبني والاستفادة من إعادة هندسة العمليات وجعلها في صالح تنمية الالتزام التنظيمي للأفراد.