Résumé:
يسعى محاسب التسيير بصفة عامة إلى توفير المعلومات لمتخذي القرارات الإدارية، بحيث تتصف هذه المعلومات بمجموعة من الخصائص التي تزيد نفعيتها كالملاءمة والموضوعية والوقتية، الخ. وفي سبيل ذلك وصفت محاسبة التسيير بأنها أحد مجالات المحاسبة الداخلية، الأمر الذي دفع العديد من الدراسات الحديثة إلى ضرورة العمل على مواجهة هذا النقص وبصفة خاصة في ظل تزايد درجة المنافسة المحلية والعالمية من ناحية، وضرورة تطبيق اتفاقية حرية التجارة بين الدول من ناحية ثانية ومتطلبات شهادة الجودة العالمية من ناحية ثالثة، من أجل ذلك، على المؤسسات أن تعتمد في إطار هذا الاتجاه على مداخل يكون لها الأثر على المستويين الداخلي والخارجي. على المؤسسة انتهاج نظم تكاليف حديثة تساهم في إعطاء معلومات تكاليف أكثر دقة وملاءمة للاعتماد عليها في اتخاذ القرارات أو في الوظائف الأخرى وبالأخص التسيير الإستراتيجي وكذلك أنظمة الإنتاج الحديثة على أساس الوقت لتقليل تكاليف ومخاطر المخزون، وتصميم الإنتاج بطريقة التكلفة المستهدفة، والاهتمام أكثر بالجودة الشاملة، ولا بد لمحاسب التسيير أن يوفر معلومات تفيد التسيير والتخطيط الإستراتيجي في جميع مراحله، وذلك بالاعتماد على التسيير الإستراتيجي للتكاليف، غير أن تضمين محاسبة التسيير الصبغة الإستراتيجية يتطلب ضرورة الأخذ في الاعتبار المتغيرات المرتبطة بالبيئة الخارجية والمؤثرة على الموقف التنافسي للوحدة الاقتصادية طمعا في زيادة الحصة السوقية بالنسبة للمنافسين والتعرف على التكاليف والأسعار التنافسية، وبالتالي الأرباح الناتجة عن الاستراتيجيات البديلة.