Résumé:
ظهرت أواخر القرن الثامن عشر في الأفق علامات تطور جديد في المحاسبة نتيجة عوامل اقتصادية واجتماعيه، فظهور الثورة الصناعية أدت إلى تطور الوحدات الإنتاجية والى تكوين شركات المساهمة للقيام باستثمار رؤوس الأموال الضخمة اللازمة للصناعة ، وقد تميزت
هذه المشروعات بانفصال الملكية عن الإدارة وبالمسؤولية المحددة كما أدت إلى تغير النظرة إلى طبيعة وظيفة المحاسبة ولم تعد وسيلة لخدمة أهمية أصحاب المشروع فقط. بل أصبحت أيضا وسيلة لخدمة الإدارة عن طريق تقديم البيانات لتفصيلية التي تساعد الإدارة في رسم السياسات المختلفة المتعلقة بأوجه نشاط المشروع والأشراف على تنفيذها والرقابة عليها.
إن هذا التطور وفي ظل غياب قوانين واضحة يفتح المجال لإبداع المحاسب، فيستخدم خبرته ومكتسباته لتغيير الأرقام بما يتناسب مع متطلبات و أهداف المنشأة محترما أخلاقيات المهنة، وهذا ما يسمى بالمحاسبة الإبداعية. في حين لو أنه استخدم خبرته في تغيير الهدف منه تضليل الطرف الأخر مهما كان فهذا ما يسمى بالاحتيال المحاسبي.
ولغرض التقليل من آثار المحاسبة الإبداعية فإن من الضروري اللجوء إلى إجراءات الفحص والتدقيق للوقوف على مدى احترام المنشأة لمبادئ المحاسبة، وكما عليه الحال في الجزائر فإن التدقيق يمارسه مختص يسمى محافظ الحسابات توكل إليه مهمة مراقبة حسابات المؤسسة والحرص على احترام المعايير والقوانين المنظمة للمهنة والمتمثلة في معايير التدقيق الجزائرية و النظام المحاسبي المالي،ويختتم لمهمته بتقرير مفصل يبدي فيه رأيه المهني حول مدى احترام هذه المعايير
